تَأَخَّرَ أَيْلُولْ
ضَاعَ فِي غَيْهَبِ الظُّلُمَاتِ
في عَتْمَةِ الأُفُول
مَا عَادَ يُسْقِطُ أَوْرَاقَهُ
مَا عَادَ يُوَدِّعُ رِفَاقَهُ
مَا عَادَ يَحْفُرُ أَنْفَاقَهُ
مَا عَادَ يُبْدِي نِفَاقَهُ
وَمَا عَادَ يُخْفِي نِفَاقَهُ
فَلَا الرَّبِيعُ عَادَ لِلْإِزْهَارِ
وَلَا الرَّبِيعُ عَادَ لِلذُّبُولْ
فَفِي أَيْلُولْ يَسْتَلُّ مِنْجَلِ الْحَصَادِ
وَفِي أَيْلُولْ يَغْمِدُ سَيْفَهُ الْمَسْلُولْ
فَمَاذَا أُبْدِي أَوْ أَقُولْ؟
هَلْ نَنْتَظِرَ مَجِيئَهُ الْمَحْتُومْ؟
أَمْ نَدْعُوهُ مِنْ عَبْسَةِ الْوُجُومْ؟
أَيَتَغَاضَانَا الْمَشْؤُومْ؟
أَمْ يُوَافِينَا الْمَعْلُومْ؟
فَبَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالْفَيْنَةِ
نَرَاهُ كَأَنَّهُ مَهْزُومْ
فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ
وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومْ
لَنْ نَنْتَظِرَ آخَرَ
لَا لَنْ نَنْتَظِرَ آخَرَ
فَبَعْدَ أَيْلُولْ لَا بُدَّ مِنْ نِيسَانْ
وَبَعْدَ نِيسَانْ لَا بُدَّ مِنْ أَيْلُولْ
وَبَيْنَ نِيسَان وَأَيْلُولْ
نَعُودُ إِلَى النٌّورِ
مِنْ عَتْمَةِ الْأُفُولْ
لِأَنَّهُ بَعْدَ أَيْلُولْ لَا بُدَّ مِنْ نِيسَانْ
وَبَعْدَ نِيسَانْ لَا بُدَّ مِنْ أَيْلُولْ
البير يعقوب 5.11.2013